اليهوطايي وهدف تدمير المندائيّة

اليهوطايي وهدف تدمير المندائيّة

” يُسمونَهم بيت إسرائيل، أنّهم يَختنون أنفسهم بالسيف ويَرمون الدَم على وجوهَهم وعلى أفواههم.

رِجالهم يَتركونَ النِساء ويُعاشرون الرجال الآخرين مِنهم.

يَكفرونَ برَبهم ويَتركون الإيمان به.

لقد سَموهُم يهوطايي (الخاطئين) لأنهم أخطأوا.

لكم نُبيّن ونوضّح أيها التلاميذ والمُختارين والكاملين والمؤمنين، الذينَ سوفَ تَكونون في ذلك العصر (قُربهم) لا تعملوا أعمالهم ولا تأكلوا من طعامهم ولا تَشربوا من شرابهم، ولا تُخالطوهم ولا تَتزوجوا منهم.” الكنزا ربا

من النص السابق نعرف بأن كلمة اليهوطايي هي تخص بني إسرائيل ولا تشمل آخرين.

ولكي لا يُحسب هذا المقال على أنه عنصري, فنود أن نؤكد بأننا نحترم جميع الأديان والفلسفات في حالة كونها مُخصصة للعبادة والتقرّب من الخالق بنيّة حَسَنة. ولكن نحن نتحدّث عن حركة سياسيّة استعماريّة تستغل الفلسفة الدينيّة التي تسمح بتجنيد الناس عقائدياً وبجعلهم جيوشاً تُحارب وتقتل وتدمّر, وكُل هذا يتم بإسم الدين وبحجّة التقرّب من الإله والبرّ به (1). وقد سيطرت على النُخب وجعلت منهم حصان طروادة للسيطرة على بُلدانهم. وأنّ البلدان التي تهادنهم وتفتح أبوابها لهم هي أول البلدان التي تسقط بأيديهم لأنهم يستهدفون أهل ألاقتصاد والسياسة.

وأتى أحتلال العراق وتدميره والفتك بأهله, بسبب الصهيونيّة التي أقنعت النُخب السياسيّة الغربيّة بأن آجوج وماجوج سوف يخرجون من بابل ويدمّرون إسرائيل (2), ولهذا فكانت لهم حرب مُقدسة قتلت مليون عراقي.

وقد كانت الفلسفة المندائيّة وارتباطاتها الوثيقة ببلاد الرافدين ودياناتها القديمة, هي ما يخيف تلك المنظمات التي تحكم العالم من خلال التنظير لنفسهم على أنهم أنبياء وآلهة البشريّة. المُهم هو أنّ المندائيين كانوا قد أجبِروا على الهجرة القسريّة وتمّت عملية شرذمتهم على دول العالم الغربي أجمع, لكي ينتهي دينهم ويصبح مجرد تاريخ على الورق تصوغه مؤسساتهم البحثيّة وتحرّفه كيفما تريد.

وكانت أعمالهم التخريبيّة ضد الدين المندائي تتم بواسطة العديد من الطرق ومنها:

-تزوير وتحريف ترجمات النصوص والكتب الدينيّة المندائيّة.

-كتابة البحوث التي تطعن بالدين المندائي وفي جميع جوانبه وبكل اللّغات, ونشرها في كتب ومجلات علمية مستغلين سيطرتهم الكاملة على مراكز البحوث الغربيّة وجامعاتها, وخاصّة أقسام اللّغات الساميّة واللاهوت.

-تجنيد العملاء وفاقدي الشرف داخل الجسد المندائي, ليقوموا بأعمال تخريبية مثل النميمة والتفرقة, نشر ترجمات محرّفة عن الكتب الدينيّة وإقناع المندائيين بمعلومات خاطئة تطعن بدينهم وتسفهه, وكذلك بجمع الكتب المندائيّة وبيعها, وكشف أسرارهم واختراق صفوف رجال الدين.

ولكن جميع تلك الهجومات لم تعد تكفيهم. وبدأ بريق النصوص المندائيّة يعلو وينتشر في دول العالم المختلفة, مع تطوّر وسائل نشر الكتب الرقميّة القديمة والقيّمة. فانتقلوا لمرحلة جديدة أخطر من كل ما سبقها, وهي كتابة تعاليم ونصوص دينيّة مندائيّة مزوّرة, ومن ثمّ محاولة دسّها ضمن النصوص المندائيّة للقضاء على مصداقية وأصالة تلك النصوص الأصليّة التي تفضحهم وتكشف تعاليمهم, ومن ثمّ يقومون بنشرها في المواقع البحثية التابعة لهم.

تحيّة لرجال الدين الحقيقيين وللمندائيين الأصلاء الذين لم ينم لهم جفن منذ أكتشاف تلك الخيانة وذلك التزوير.

سِنان سامْي الشيخ عَبد الشيخ جادِر الشيخ صَحَنْ

1. الاستعمال السياسي للأديان التبشيريّة

2. Bush, Gog and Magog

https://www.theguardian.com/commentisfree/andrewbrown/2009/aug/10/religion-george-bush